في تطور جديد يسلط الضوء على قضايا الاحتيال المالي التي تستغل ثقة الأفراد في شخصيات تدّعي الانتماء إلى مناصب رسمية أو هيئات سياسية، تخرج السيدة ناجية لحسيني، وهي مواطنة مغربية مقيمة بواشنطن العاصمة (الولايات المتحدة الأمريكية) منذ أزيد من 32 سنة، لتكشف عن تفاصيل واقعة نصب تعرضت لها على يد شخص يُدعى “ط.س”، قدّم نفسه بصفته أستاذًا جامعيًا، وموظفًا بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، إضافة إلى كونه عضوًا فاعلًا في حزب الاستقلال.
وتؤكد السيدة لحسيني، التي يمكن التواصل معها عبر البريد الإلكتروني: najiaur@hotmail.com أنها قامت، بدافع الثقة والاحترام الذي تولد لديها تجاه الشخص المعني، بإقراضه مبلغًا ماليًا قدره 5000 درهم مغربي، بناءً على طلبه الذي قدّمه بأسلوب وُصف بالمقنع، بدعوى مروره بضائقة مالية بحكم أن زوجته مريضة وتحتاج إجراء فحوصات طبية عاجلة، مستغلًا صفته المهنية وانتماءه السياسي.
غير أن المفاجأة، كما تحكي المتضررة، كانت عندما بدأ يماطل في إرجاع الدين، ثم توارى عن الأنظار وأصبح لا يرد على اتصالاتها الهاتفية، لتبدأ رحلة من البحث والاستفسار قادتها إلى اكتشاف “حقائق صادمة”، على حد تعبيرها، مفادها أن هذا الشخص معروف بسوابق في النصب والاحتيال على مواطنين آخرين بنفس الطريقة، أي استغلال الثقة في المناصب وصفات الانتماء السياسي، لتمرير أفعال غير قانونية.
تقول السيدة لحسيني: “لم أتخيل يومًا أن شخصًا يحمل صفة أستاذ جامعي ويدّعي انتماءه لحزب سياسي عريق، يمكن أن يكون مجرد محتال محترف. وثقت به بسبب حديثه اللبق والمظهر الموثوق، لكنه لم يكن سوى نسخة مكررة من نصّابين يستغلون طيبة الآخرين.”
ورغم مرور مدة على الواقعة، تؤكد السيدة ناجية أنها ما تزال متمسكة بحقها في استرجاع المبلغ، ومصممة على إيصال صوتها إلى الجهات المسؤولة، وعلى رأسها وزارة الإسكان، وحزب الاستقلال، مطالبةً بفتح تحقيق في الأمر، ومحاسبة من تورط في إساءة استعمال الثقة والصفة.
وأضافت أن قضيتها ليست فقط قضية فردية بل تمس العديد من المواطنين الذين قد يتعرضون لمثل هذه الأفعال إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة للردع وتطهير المؤسسات من مثل هذه السلوكيات.
وتدعو السيدة ناجية وهي بنت زعيم معروف في المقاومة السلطات المختصة، سواء الأمنية أو القضائية، إلى التحرك العاجل، كما تناشد الهيئات الحقوقية والجمعوية دعمها في هذه القضية، معتبرة أن ما تعرضت له هو نموذج من نماذج التحايل المنظم الذي يضرب في عمق الثقة بين المواطن والمؤسسات.
وفي انتظار تجاوب الجهات المعنية، تظل السيدة ناجية لحسيني متمسكة بحقها المشروع، مؤكدة أنها لن تتنازل عنه، وأنها مستعدة لسلك جميع المساطر القانونية من أجل استرداد حقها وكشف ما تصفه بـ”شبكة النصب التي تتخفى وراء صفات رسمية”.